بداية الصراع
اندلعت الحرب في السودان صباح يوم 15 أبريل 2023 بعد تمرد مليشيا الدعم السريع على الحكومة السودانية والقوات المسلحة، بدأت الأحداث في العاصمة الخرطوم وبعض المدن الأخرى حيث نفذت مليشيا الدعم السريع أعمال تخريبية واسعة النطاق، استهدفت المطارات والطائرات الحربية والمدنية، والمباني الحكومية والعسكرية والمحلات التجارية، بالإضافة إلى سرقة مركبات المدنيين بالقوة وتحويلها لمركبات العسكرية.
بدأ التمرد بطابع انقلابي واضح، إذ أعدت قوات الدعم السريع بيانات صحفية كان من المقرر بثها في حال نجاح الانقلاب. ومع ذلك تمكنت القوات المسلحة السودانية من الصمود وشنّت هجمات جوية فعالة استهدفت تجمعات ومدرعات ومعسكرات الدعم السريع في الخرطوم ومدن أخرى من ما حد من تقدمهم في الايام الاولى وحتى الان.
توسع القتال خارج الخرطوم
رغم محاولات مليشيا الدعم السريع للسيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم، اقتصرت سيطرتهم على الأحياء وفشلت في السيطرة على المعسكرات ولذلك بدأت سعيها نحو البحث عن انتصارات عسكرية في مدن وولايات اخرى.
وبدأ الصراع بالتمدد نحو مدن أخرى كانت آمنة في البداية واستطاعت مليشيا الدعم السريع محاصرة العديد من المعسكرات والقيادات العسكرية، بما في ذلك مباني القيادة العامة للقوات المسلحة التي تضم قيادة القوات البرية والبحرية والجوية بالعاصمة الخرطوم. ومع ذلك، تمكنت القوات المسلحة من فك الحصار عن العديد من مواقعها الاستراتيجية مع تقدم الصراع وهو ما اكد انها نجحت في افشال الانقلاب وايضاً الحفاظ على معدل هجمات و انتصارات شبه ثابت ولكن بوتيرة بطيئة في بعض الجبهات.
الدعم الخارجي لمليشيا الدعم السريع
تلقت قوات الدعم السريع دعماً عسكرياً ولوجستياً من دولة الإمارات، شمل إمدادات عسكرية ورعاية طبية لقياداتهم في الإمارات وتشاد المجاورة حيث دعمت تشاد هذه المليشيا بشكل واسع من خلال فتح حدودها لهم من ما جعل المليشيا تركز على السيطرة في ولايات دارفور غربي السودان وهي المناطق الحدودية مع دولة تشاد.
الان بعد سيطرة المليشيا على اجزاء واسعة من دارفور افتتحت الامارات جسراً جوياً ترسل عبره طائرات الشحن العسكري من و الى مطار مدينة نيالا بولاية جنوب دارفور.
كما فتحت المليشيا باب الارتزاق، حيث استقدمت مقاتلين من دول غرب أفريقيا لتعزيز صفوفها. رغم أن هذه التعزيزات ساعدت المليشيا على الاستمرار، إلا أنها تسببت في تفاقم الوضع الأمني حيث انتشرت أعمال النهب، السلب، والاغتصابات في المناطق التي سيطرت عليها المليشيا سابقاً ولاحقاً و تعرض المدنيون في المدن والقرى لاعتداءات ممنهجة، مما زاد من معاناة الشعب السوداني.
الأوضاع الحالية للصراع
مع بداية عام 2024 ، شهدت الحرب تطورات كبيرة، حيث حققت القوات المسلحة السودانية تقدماً ملحوظاً في مدينة أم درمان وعززت قوتها بتحالفات داخلية مع قوى محلية وأخرى خارجية.
تدور المعارك المحتدمة حالياً في العاصمة الخرطوم التي تضم ثلاث مدن رئيسية: الخرطوم، بحري، وأم درمان، بالإضافة إلى ولايات أخرى مثل الجزيرة وسنار.
في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، تحالفت القوات المسلحة مع حركات الكفاح المسلح المحلية للدفاع عن المدينة وسكانها الذين يتعرضون للتهديد بالتطهير العرقي من قبل مليشيات الدعم السريع وايضا قصف جوي مستمر عبر المدفعية الخفيفة والثقيلة والمسيرات ذاتية التدمير والمسيرات الاستراتيجية.
الأبعاد العرقية للصراع
برزت في هذا الصراع أبعاد عنصرية، حيث يدعي افراد المليشيا انهم عرب واستهدفوا مجموعات عرقية محددة وخاصة قبائل دارفور مثل المساليت وبرروا هذه الاستهدافات بأن المساليت ليسوا من العرب لذلك لا يحق لهم العيش في دارفور، استهدفت المليشيا عديد من القبائل بتهم عنصرية وارتكبت مجازر جماعية موثقة بحق المدنيين في مناطق مختلفة.
الخاتمة
لا تزال الحرب في السودان مستمرة ومخلفة أزمة إنسانية واسعة النطاق، اما الصراع بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع يُبرز تعقيدات داخلية وخارجية تتداخل فيها المصالح السياسية والإقليمية.
ومع التقدم الأخير للقوات المسلحة، يتطلع السودانيين لفوز القوات المسلحة بشرف تحرير كافة الاراضي السودانية المحلتة وحفظ حياة من لا ذنب له من المدنيين في كافة ارجاء البلاد.
نختتم هذا المقال بأمل حفظ حياة كل مستضعف ونصر كل ذي حق على كل من اختار الباطل سبيلا.
يمكنكم الاطلاع على احداث المعارك على منصاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي والتي نغطي فيها كافة الاحداث العسكرية مصحوبةً بالخرائط لرؤية اعمق وأكثر تفصيلاً.