تُعد المقاومة الشعبية واحدة من أبرز الظواهر التي برزت في السودان خلال الأزمات السياسية والعسكرية المتعاقبة.
ومع تصاعد الصراعات الداخلية خاصة منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، استعانت بها القوات المسلحة و أصبح دور المقاومة الشعبية محوريًا في دعم الجيش والحفاظ على أمن واستقرار البلاد.
ما هي المقاومة الشعبية؟
المقاومة الشعبية في السياق السوداني تُشير إلى المجموعات الأهلية والتنظيمات المجتمعية التي تتشكل من المدنيين بهدف دعم القوات المسلحة أو حماية مناطقهم من التهديدات الأمنية.
هذه المجموعات تتألف من متطوعين من مختلف الخلفيات، يجمعهم هدف مشترك: الدفاع عن السودان وحماية سيادته.

نشأة المقاومة الشعبية في السودان
على مر التاريخ، لعب السودانيون دورًا بارزًا في مقاومة الاستعمار والتهديدات الخارجية من خلال تكوين تنظيمات شعبية مسلحة.
ومع دخول البلاد في مراحل مختلفة من الصراعات الداخلية، تجددت هذه الروح الشعبية لمواجهة التحديات التي تهدد استقرار البلاد ووحدتها.
في الصراع الحالي، برزت المقاومة الشعبية كاستجابة طبيعية من المدنيين للدفاع عن أنفسهم ومناطقهم ضد الاعتداءات المسلحة، خاصة في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة وتفاقم الفوضى الأمنية.
وفي حروب متعددة دعمت المقاومة الشعبية الجيش السوداني حتى في ساحات المعارك تجد النساء يقدمن الطعام للجنود والرجال يحملون السلاح كتف بكتف مع جنود القوات المسلحة ولا فارق بين الجندي والمقاوم المجاور له الا النمرة العسكرية وهم في الاساس ابناء عم او اخوة.
أدوار المقاومة الشعبية
1. الدعم اللوجستي للقوات المسلحة
تلعب المقاومة الشعبية دورًا محوريًا في دعم القوات المسلحة السودانية خلال النزاعات المسلحة، حيث يشمل هذا الدعم:
- توفير المؤن والإمدادات: يقوم أفراد المقاومة بجمع وتقديم الغذاء والماء والمواد الطبية للقوات المسلحة في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
- جمع المعلومات الاستخباراتية: يعتمد الجيش في بعض الاحيان على شبكات المقاومة الشعبية في تقديم معلومات ميدانية دقيقة حول تحركات العدو ومواقعه، مما يساعد على التخطيط الاستراتيجي للعمليات.
2. الدفاع عن الأحياء والمدن
- إنشاء نقاط تفتيش محلية: يشارك أعضاء المقاومة الشعبية في مراقبة مداخل المدن والأحياء، مما يساعد في تقليل التهديدات الأمنية.
- التصدي للجماعات المسلحة: خاصة في المناطق التي يصعب على الجيش تغطيتها بشكل كامل، حيث يشكل السكان المحليون خطوط دفاع أولية ضد التهديدات.
3. دعم النازحين والمتضررين
مع استمرار الصراعات في السودان، يتزايد دور المقاومة الشعبية في تقديم المساعدة الإنسانية:
- توفير المأوى: يساعد أفراد المقاومة في بناء مساكن مؤقتة للنازحين.
- إغاثة المتضررين: يقومون بجمع وتوزيع التبرعات، مثل الغذاء والملابس، لدعم الأسر المتأثرة بالنزاع.
4. تعزيز الروح الوطنية
تلعب المقاومة الشعبية دورًا بارزًا في شحذ الروح المعنوية للسكان والقوات المسلحة عبر:
- تنظيم الفعاليات الوطنية: مثل مسيرات الدعم والمهرجانات التي تعزز الوحدة الوطنية.
- نشر الوعي الإعلامي: باستخدام وسائل الإعلام المحلية والتواصل الاجتماعي لتوضيح أهمية دعم الجيش وتعزيز التكاتف المجتمعي.
أهمية المقاومة الشعبية:
تعتبر المقاومة الشعبية عمود استقرار السودان في الاوقات الحرجة، فلا سودان بدون جيش سوداني ولا جيش سوداني بدون مقاومة شعبية تقف خلفه.
لا يمكن فصل المقاومة الشعبية عن القوات المسلحة، بينهما رابط قوي مثل الاب وأبنه.