مقدمة:
يشهد السودان صراعًا مريرًا بين قوتين رئيسيتين: القوات المسلحة السودانية (SAF) باعتبارها الجهة العسكرية الرسمية للدولة، وقوات الدعم السريع (RSF) التي تعتبر مليشيا مسلحة تسعى للاستحواذ على السلطة.
ومع استمرار الحرب، يبرز الدور الحاسم للقوات المسلحة السودانية وحلفائها في مواجهة التحديات الداخلية.
القدرات العسكرية الحالية
المعدات والأسلحة
تتمتع القوات المسلحة السودانية بتفوق واضح من حيث الأسلحة الثقيلة والتنظيم التقليدي، في حين تعتمد قوات الدعم السريع بشكل رئيسي على تكتيكات غير نظامية ومعدات خفيفة.
القوات المسلحة السودانية:
- دبابات قتالية رئيسية: من طرازات حديثة نسبيًا مثل T-72 وغيرها.
- أنظمة مدفعية ثقيلة ومتوسطة: بما في ذلك عيارات متنوعة (122 ملم وغيرها).
- طائرات مقاتلة وهجومية: تشمل مقاتلات ميغ-29 ومروحيات هجومية ومسيرات مهاجر الايرانية.
- قدرات بحرية ودفاع جوي: توفر مرونة في السيطرة على العمليات الاستراتيجية.
قوات الدعم السريع:
- مركبات خفيفة: سيارات تويوتا لاند كروزر مزودة بأسلحة ثقيلة/مركبات مدنية/ مدرعات اماراتية من طراز نمر عجبان.
- أسلحة مضادة للطائرات ومسيرات: صواريخ sam-7 ومدافع zu23 لكنها تفتقر للتقنيات المتقدمة في الدفاع الجوي وتمتلك مسيرات انتحارية اثبتنا تبعيتها للامارات في تحقيق سابق.
- أنظمة بدائية وأسلحة فردية: تجعلها فعالة في عمليات الكرّ والفرّ لكنها تفتقر للاستدامة أمام الهجمات المنظمة.
تفوق القوات المسلحة السودانية يبرز بشكل واضح في العمليات الكبرى، لا سيما عند الاعتماد على الأسلحة الثقيلة والطيران العسكري، ما يشكل تهديدًا مباشرًا لتحركات قوات الدعم السريع كما حدث في ولاية الجزييرة عندما خسرت ما يقارب 60% من مناطق سيطرتها في ثلاثة ايام.
القوى البشرية
بعد عام ونصف من الصراع، شهدت أعداد القوات المسلحة السودانية وحلفائها تضاعفًا كبيرًا، حيث يقدر بأن أعدادها زادت بمقدار 5 إلى 7 مرات نتيجة لبرامج التجنيد والتحالفات المحلية.
- القوات المسلحة السودانية وحلفاؤها: يقدر عدد أفرادها الآن بما يفوق 500,000 مقاتل موزعين على وحدات مدربة جيدًا.
- قوات الدعم السريع: رغم تضاعف أعدادها بعد طلب الاغاثة (الفزع) من قبائلها في الدول المجاورة لغرب السودان في بداية الحرب، إلا أنها لا تزال أقل عددًا مقارنة بالقوات المسلحة، مع تقديرات تشير إلى وجود 200,000 إلى 250,000 فرد.
التفوق العددي والتنظيمي يمنح القوات المسلحة القدرة على إدارة المعارك بشكل أكثر كفاءة واستدامة، بينما تواجه قوات الدعم السريع تحديات تتعلق بالإمدادات والموارد.
الاستراتيجيات والتكتيكات
القوات المسلحة السودانية:
- تعتمد على الحرب التقليدية التي تشمل السيطرة على الأراضي، واستخدام الدروع والمدفعية الثقيلة، والطيران لدعم العمليات.
- استفادت من حلفائها الإقليميين والدوليين في تحسين التنسيق والتدريب.
- الاعتماد على الدعم الجوي: أحد أعمدة القوة التي تؤمن السيطرة في المعارك المفتوحة.
قوات الدعم السريع:
- تعتمد على تكتيكات غير تقليدية مثل الهجمات السريعة والكرّ والفرّ، لكنها تواجه صعوبات كبيرة في مواجهة الهجمات المنظمة والضربات الجوية المركزة.
- تفتقر إلى بنية قيادة متماسكة وتواجه مشكلات متزايدة في الإمدادات نتيجة للضغوط الدولية والمحلية.
تأثير الصراعات الأخيرة (2023-2024)
مع استمرار الحرب، نجحت القوات المسلحة في استعادة السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، بينما تعرضت قوات الدعم السريع لضغوط هائلة.
الملاحظات الرئيسية:
- القوات المسلحة السودانية استعادت مواقع استراتيجية ووسعت سيطرتها في الخرطوم وسنار والجزيرة.
- قوات الدعم السريع تعاني من انشقاقات داخلية وانخفاض معنويات المقاتلين بسبب الخسائر المتكررة.
- التحالفات القبلية والإقليمية لعبت دورًا مهمًا في تعزيز موقف القوات المسلحة.
توقعات 2025
التحالفات المحتملة
- القوات المسلحة السودانية: ستواصل تعزيز علاقاتها مع مصر ودول الخليج وايران ومن المتوقع مع لروسيا، ما يوفر لها مصادر مستدامة من التمويل والتسليح.
- قوات الدعم السريع: قد تواجه عزلة متزايدة نتيجة للضغط الدولي، ما يضعف قدرتها على مواصلة الصراع الا اننا نعتقد ان الامارات لن تتخلى عن الدعم السريع بهذه السهولة رغم الضغوط التي فرضتها امريكا على الامارات في نهاية ديسمبر عام 2024.
التطور التكنولوجي
من المتوقع أن تستفيد القوات المسلحة السودانية بشكل كبير من التحديثات التكنولوجية:
- الطائرات بدون طيار: لتعزيز قدرات الاستطلاع والهجوم.
- أنظمة الاتصالات المتقدمة: لتحسين التنسيق بين الوحدات.
الخلاصة
تستعد القوات المسلحة السودانية لتعزيز موقعها كقوة عسكرية رئيسية في السودان، مستفيدة من دعم إقليمي ودولي واستراتيجيات مدروسة.
في المقابل، تواجه قوات الدعم السريع تحديات وجودية تهدد قدرتها على الاستمرار في الصراع.
المستقبل العسكري للسودان يعتمد بشكل كبير على قدرة الجيش السوداني على استغلال تفوقه العددي والتنظيمي والتكنولوجي لتحقيق الحسم وإنهاء الصراع المستمر.