في فاشر السلطان حيث تدور معارك ضارية بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع منذ عامين، تتكشف ملامح واحدة من أعظم الملاحم العسكرية في حرب السودان. حيث انطلقت مئات الرحلات من مطارات الإمارات إلى اقليم دارفور محملة بالدعم اللوجستي والعسكري لمليشيا الدعم السريع لتعزيز قدراتها في الحرب ضد الحكومة السودانية وقواتها المسلحة.
وتدفق المرتزقة في عشرات الكتائب برًا وجوًا من دول مثل ليبيا وتشاد وكولومبيا تزامنًا مع إدخال أنواع متعددة من المركبات العسكرية ومدرعات “نمر” الاماراتية ومنظومات دفاع جوي ورادارات، إضافة إلى مسيرات FH-95 التي وفرتها الإمارات من الصين لتؤدي دور القوة الجوية الاولى في تاريخ مليشيا الدعم السريع، والتي حلقت فوق سماء الفاشر على مدار الساعة مستهدفة مواقع القوات المسلحة السودانية مع هدف اساسي وهو تدمير قدراتها البرية، والجوية.
وعلى الرغم من نجاح مليشيا الدعم السريع والامارات في تحييد الطيران الحربي السوداني في سماء المدينة، اضافة الى شن عشرات الهجمات البرية المتواصلة والكثيفة لمدة نصف عام جاءت النتيجة الصادمة: صفر متر من التقدم البري لمليشيا الدعم السريع نحو رئاسة الفرقة السادسة مشاة في مدينة الفاشر.

لم تتغير خارطة السيطرة داخل المدينة قيد أنملة منذ مطلع نوفمبر 2024 وكأن الفرقة السادسة ترسل رسالة الى الامارات ومليشيا الدعم السريع عنوانها: كل هذا السيل الإماراتي من الدعم – من تحييد الطيران الحربي السوداني، إلى جلب المرتزقة وضباط الجيوش السابقين من كولومبيا وتدريب اخرين في ليبيا، مرورًا بعشرات الهجمات البرية والجوية في مختلف الجبهات مع القصف المدفعي على مدار الساعة – قد ارتطم بجدار فولاذي لا يُكسر، شيده صمود القوات المسلحة السودانية في قلب فاشر السلطان.