قوات جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني (NISS) هي واحدة من أهم الأجهزة الأمنية في السودان، حيث تعد بمثابة العمود الفقري للأنظمة الأمنية والاستخباراتية في البلاد.

تأسس الجهاز في عام 1990 كجزء من الهيكل الأمني للدولة السودانية، ومر بعدة تحولات منذ إنشائه حتى أصبح قوة ذات تأثير قوي في مجالات الأمن الداخلي والخارجي.

الهيكل التنظيمي والمهام

قوات جهاز الأمن والمخابرات الوطني تتولى مسؤوليات واسعة تشمل جمع المعلومات الاستخباراتية، مكافحة الإرهاب، ومكافحة التجسس، ومكافحة الجريمة المنظمة.

كما تمثل القوة الرئيسية في تحقيق الاستقرار الداخلي وحماية النظام السياسي للدولة، يتمتع الجهاز بسلطات واسعة في مراقبة الأفراد والمؤسسات والمجتمعات.

تتمثل مهام الجهاز في:

  1. الاستخبارات العسكرية: جمع وتحليل المعلومات حول الأنشطة العسكرية المعادية، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.
  2. التحقيقات الأمنية: التحقيق في الأنشطة المشبوهة التي تهدد الأمن الوطني، بما في ذلك قضايا الإرهاب وتهريب الأسلحة.
  3. الاستجابة للطوارئ: توفير الدعم الأمني الفوري في حالات الأزمات أو الحروب، بما في ذلك تأمين المناطق الحيوية.
  4. العمليات السرية: تنفيذ عمليات استخباراتية لمراقبة النشاطات الإرهابية أو المعادية، وتنفيذ العمليات التي تتطلب السرية التامة.

القوة البشرية والتدريب

يتألف جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني من ضباط وجنود متخصصين في مختلف المجالات الأمنية والاستخباراتية. تشمل مهامهم التجنيد في الجيش السوداني والشرطة وغيرها من الأجهزة الحكومية، بالإضافة إلى تنسيق العمليات الأمنية مع القوات المسلحة السودانية.

يتلقى أفراد الجهاز تدريبًا مكثفًا في العمليات الاستخباراتية، مكافحة الإرهاب، ومهارات المراقبة بالإضافة إلى التدريب في مدارس متخصصة في مجالات الأمن داخل وخارج البلاد.

كما يمتلك اسلحة ثقيلة وخفيفة ومتوسطة وتفجيرية ومعدات متنوعة.

الأجهزة التابعة والتعاون الدولي

الجهاز يعمل بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى في السودان مثل الشرطة والقوات المسلحة، وقد قام في العديد من الأوقات بتنسيق العمليات المشتركة لتأمين الحدود أو مكافحة الجرائم المنظمة. كما يحظى الجهاز بعلاقات تعاون مع أجهزة الاستخبارات الإقليمية والدولية، خصوصًا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود.

الأنشطة في الحرب الحالية

خلال الحرب الحالية التي بدأت في 2023، لعب جهاز الأمن والمخابرات الوطني دورًا محوريًا في ضمان استمرارية الإجراءات الأمنية والاستخباراتية في مواجهة المجموعات المسلحة والتهديدات الأمنية.

وفي كثير من الحالات، تم تنسيق العمليات العسكرية بين جهاز الأمن والمخابرات الوطني والجيش السوداني لضمان الاستقرار في المناطق التي تشهد صراعًا.

الجدل والانتقادات

رغم دوره المهم في الحفاظ على الأمن، إلا أن جهاز الأمن والمخابرات الوطني تعرض للعديد من الانتقادات بسبب ممارسات تتعلق بالرقابة الصارمة على الحقوق والحريات، بما في ذلك قمع المعارضة والاعتقالات السياسية.

كما أن تأثير الجهاز على الحياة السياسية في السودان قد جعل من الصعب التمييز بين مهامه الأمنية والمهام السياسية في بعض الأحيان.

الخلاصة

يعتبر جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني أحد الركائز الأساسية في استقرار البلاد وأمنها.

من خلال صلاحياته الواسعة والقدرة على اتخاذ الإجراءات الأمنية الصارمة، يظل الجهاز قوة محورية في جميع مجالات الأمن والاستخبارات.

بينما تلعب قواته دورًا بالغ الأهمية في متابعة الأزمات الأمنية، فإن التحديات المتعلقة بالحقوق المدنية والممارسات غير الشفافة تظل قضايا مثار جدل داخل السودان وخارجه.

More Articles & Posts