من ود عشانا إلى جبل الداير: مراحل فك الحصار عن شيكان وبسط السيطرة في قلب كردفان.
تمهيد : حصار الأبيض
عندما بدأت الحرب في أبريل 2023 توغلت مليشيا الدعم السريع داخل مدينة الأبيض للسيطرة على قيادة الفرقة الخامسة مشاة وفي طريقها للقيادة سيطرت على قاعدة شيكان الجوية وأحرقت مجموعة طائرات حربية كانت في القاعدة، من بينها ثلاث طائرات من طراز “سوخوي 25”.
وتمكنت الفرقة الخامسة مشاة من صد الهجوم وطرد الدعم السريع واستعادت السيطرة الكاملة على المدينة، لكن المليشيا فرضت حصارًا طويلًا استمر لمدة قاربت 20 شهرًا حتى نهاية فبراير 2025 دون القدرة على دخول المدينة مجددًا رغم المحاولة.
المرحلة الثانية: الانطلاقة من النيل الأبيض لكسر الحصار عن مدينة الأُبيض
أطلقت القوات المسلحة السودانية عملية ذات اهداف متعددة من ولاية النيل الأبيض بقيادة الفرقة 18 مشاة ولتحقيق هذه الاهداف كونت قوة عسكرية ضخمة تحت اسم “متحرك الشهيد الصياد” تيمنًا بالرقيب أول محمد عبدالله بدوي الصياد، أحد شهداء 15 أبريل 2023 في منطقة الخرطوم العسكرية، وهو من أبناء قرية السميح بشمال كردفان.
في 5 يوليو 2024 توغلت قوات الصياد إلى منطقة ود عشانا (1) وسيطرت عليها، ولاحقًا بعد توقف دام حتى 3 ديسمبر 2024 خاضت القوات المسلحة معاركًا في منطقة الغُبشة (2) فسيطرت عليها أولًا بهجوم مباشر، ثم صدت هجومًا مضادًا للمليشيا التي فقدت في الهجوم مركبة قائدها وانسحبت ولاحقتها القوات المسلحة التي استولت على المركبة حتى منطقة بلحات المجاورة وسيطرت عليها أيضًا.
-السيطرة على ود عشانا (1).
-السيطرة على الغُبشة (2).
-السيطرة على بلحات.

المرحلة الثالثة: اقتحام أم روابة
في 29 يناير 2025 بدأت القوات المسلحة عمليات السيطرة على مدينة أم روابة الاستراتيجية (5).
وتمكنت أولًا من السيطرة على قرية “أم دلدماية” (3) ثم قرى “أم خيرين” التي تقع بين أم دلدماية وأم روابة، وفي اليوم التالي تدخلت قوات الفرقة العاشرة مشاة من العباسية بالمحور الجنوبي (4) بينما تقدمت قوات الصياد من المحور الشرقي لتهرب المليشيا غربًا وتدخل القوات المسلحة مدينة أم روابة وتفرض سيطرتها في ظهر اليوم 30 يناير 2025.
-السيطرة على أم دلدماية (3).
-السيطرة على أم خيرين.
-السيطرة على أم روابة (5).
كانت هذه الانتصارات نقطة تحول استراتيجية مكنت القوات المسلحة من التوسع نحو مناطق أعمق في كردفان.

المرحلة الرابعة: التقدم إلى الرهد وفك الحصار
في 16 فبراير 2025 سيطرت القوات المسلحة على منطقة السميح (6) وفي اليوم التالي تقدمت وسيطرت على مدينة الرهد (7) بعد إجبار المليشيا على الانسحاب منها، ثم تحرك اللواء 39 مشاة التابع للفرقة العاشرة من أبو كرشولا وسيطر على جبل الداير (8) في 20 فبراير.
جرى لاحقًا تعزيز القوات داخل الرهد بقوات جديدة من اللواء ذاته، فتقدمت على طريق الرهد – الأبيض وسيطرت على معسكر جبل كردفان (9) لتعلن القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية فك الحصار الكامل عن مدينة الأُبيض بعد 20 شهرًا من الصمود.
-السيطرة على السميح (6).
-السيطرة على الرهد (7).
-السيطرة على جبل الداير (8).
-السيطرة على معسكر وجبل كردفان (9).
-فك الحصار عن مدينة الأُبيض.
المرحلة الخامسة: التوسع جنوب الأبيض
بعد فك الحصار تم تعزيز الفرقة الخامسة بأرتال عسكرية متعددة من قوات نظامية وأخرى غير نظامية مُساندة، وأصبح “متحرك الصياد” قوة كبيرة قادرة على تأمين المدن الثلاثة: الأبيض وأم روابة والرهد، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات جديدة شمال أم روابة في بيئة قروية وتقدمت حتى قرية الشبولة (10) في 6 ابريل، ليثبت متحرك الصياد أنه قادر على القتال في البيئات القتالية المتنوعة ومنها المفتوحة والقروية والحضرية داخل المدن.
بدأت القوات المسلحة في 13 أبريل 2025 بالتقدم جنوبًا من مدينة الأُبيض نحو مواقع المليشيا، وفي 15 أبريل أكملت سيطرتها على عدة قرى منها “أم عردة” و”البان الجديد” اللتان كانت المليشيا تستهدف منهما الأبيض بالمدفعية، فكان أول إنجاز فعلي بعد فك الحصار عن الأُبيض هو حماية المدينة من القصف المدفعي.
-السيطرة على الشبولة (10).
-السيطرة على البان جديد (11).
-السيطرة على أم عردة (11).
المرحلة السادسة: الوصول إلى غرب وجنوب كردفان
في 11 مايو 2025 شن الصياد عملية واسعة استمرت عدة أيام، تمكن خلالها من السيطرة على منطقة أم صميمة (12) ثم توغل منها نحو محلية الخوي بولاية غرب كردفان وسيطر على المحلية بالتزامن مع السيطرة جنوبًا على “كازقيل” (13)، ومنها انطلاقًا في عملية برية واسعة والسيطرة في الايام التالية على مدينة الحمادي ومدينة الدبيبات في طريقه إلى الدلنج.
لكن في 31 مايو فقد السيطرة على هذه المناطق تباعًا فكانت كازقيل أخر منطقة يخسرها، وسبقتها مدن الخوي والدبيبات والحمادي.
-السيطرة على أم صميمة (13).
-السيطرة على كازقيل (13) ثم فقدانها.
-السيطرة على الخوي ثم فقدانها.
-السيطرة على الحمادي ثم فقدانها.
-السيطرة على الدبيبات ثم فقدان الدبيبات.
ما قبل الخاتمة : تحليل رقعة السيطرة والتقدم
بتلك التقدمات تكون القوات المسلحة قد سيطرت على ما يقارب 27 ألف كيلومتر مربع من المناطق الصعبة والاستراتيجية داخل اقليم كردفان، وفقدت لاحقًا نحو 6 آلاف كيلومتر مربع منها لصالح مليشيا الدعم السريع.
الخاتمة: إعادة ترتيب الصفوف
اليوم القوات المسلحة السودانية تُعيد ترتيب صفوفها وتستعد لشن هجوم جديد على مواقع المليشيا في كردفان وخصوصًا الخوي.
تهدف العملية القادمة لإستعادة الـ6 آلاف كيلومتر مربع التي فُقدت، مع التقدم بمقدار 800 كيلومتر مربع إضافي للوصول إلى تخوم مدينة الدلنج وفك الحصار عنها.
المعركة لم تنتهِ، والصياد لا يزال في الميدان.