من الخرطوم الى بارا، معركة إستعادة خط الإمداد الغربي – طريق الصادرات.
يُعد “طريق الصادرات” الرابط بين العاصمة الخرطوم ومدينة الأبيض من أبرز المحاور الاستراتيجية في مسرح العمليات بولاية شمال كردفان، فقد شكل هذا الطريق الذي يمر عبر بارا وجبرة الشيخ ورهيد النوبة وأم أندرابة شريانًا حيويًا لخطوط إمداد مليشيا الدعم السريع القادمة من غرب السودان نحو العاصمة في مراحل سابقة من الحرب، قبل أن تتمكن القوات المسلحة السودانية من طردها من الخرطوم.
وقد استخدمت مليشيا الدعم السريع هذا الطريق بكثافة حيث أقامت نقطتي ارتكاز في بارا وجبرة الشيخ لتسهيل حركة قواتها نحو الخرطوم عبر رهيد النوبة وأم أندرابة.
وتبرز بارا كأهم هذه النقاط نظرًا لقربها من الأُبيض – مقر الفرقة الخامسة مشاة – حيث تمثل ورقة ضغط مستمرة تهدد المدينة، بينما في أوقات متفرقة تستهدف مدفعية الفرقة الخامسة مواقع الدعم السريع في بارا بقذائف صاروخية ومدفعية.
ومع استعادة القوات المسلحة السودانية السيطرة الكاملة على العاصمة، تحول طريق الصادرات إلى ممر انسحاب وإمداد خلفي بالنسبة لمليشيا الدعم السريع، التي بدأت في نقل عناصرها وجرحاها عبر مناطق أم أندرابة، رهيد النوبة، وجبرة الشيخ.
وقد ترافق ذلك مع سلسلة انتهاكات بحق المدنيين ما أشعل شرارة مقاومة شعبية وخصوصًا من شباب قبيلة الكبابيش في أم أندرابة، الذين تمكنوا من إلحاق هزيمة بالدعم السريع والسيطرة على المنطقة.
لاحقًا، تقدمت وحدات من القوات المسلحة من ولاية الخرطوم واستلمت زمام السيطرة في أم أندرابة ثم واصلت زحفها في طريق الصادرات لتفرض سيطرتها على رهيد النوبة بعد معركة هُزمت فيها مليشيا الدعم السريع.
الآن يتبقى أمام القوات المسلحة استعادة جبرة الشيخ وبارا وهما آخر نقطتين على هذا الطريق، وبالسيطرة عليهما تعود الأهمية الاستراتيجية لطريق الصادرات للقوات المسلحة، إذ يُمكنها من بسط نفوذها على مناطق واسعة شرق ولاية شمال كردفان ويفتح أمامها خط إمداد قصير وفعال من الخرطوم إلى الأُبيض، مما يُخفف الضغط العسكري عن مدينة الأبيض ويُبعد عنها خطر مليشيا الدعم السريع المتمركزة في بارا، كما يتيح تنويع خطوط الإمداد لصالح القوات المسلحة التي تعتمد حاليًا على طريق كوستي – الأبيض كخط إمداد وحيد لقواتها المتقدمة في إقليم كردفان.